ڤيروسات الكمبيوتر على مر التاريخ

ڤيروسات الكمبيوتر على مر التاريخ

 الكل منا يعرف الفيروسات و
ما هي (
شاهد الحلقة الحلقة480: الڤيروس والدودة )، انطلاقا من الفيروسات البيولوجية
إلى فيروسات العالم الرقمي ، فيمكن
 لفيروسات الكمبيوتر أن تكون كابوسا .حقيقيا للبعض  فهي قادرة على  أن تمحو المعلومات من على القرص الصلب، أو تخنق
حركة المرور على شبكة الكمبيوتر لساعات ، أو تحويل جهاز الأبرياء لمصنع توليد برامج ضارة من خلال تكرار نفسها وحقن نفسها  بـ أجهزة الكمبيوتر الأخرى
. ..و تتصف فيروسات الحاسب عموما بسمات رئيسية هي :

برامج قادرة على التناسخ و الانتشار
Replication .
الفيروس يربط نفسه ببرنامج أخر يسمى الحاضن
host.
لا يمكن أن
تنشأ الفيروسات من تلقاء ذاتها
.
يمكن أن تنتقل
من حاسوب مصاب لآخر سليم
.

– فيروسات الكمبيوتر كانت في جميع أنحاء
العالم و لسنوات عديدة فهي ليست وليدة العصر .
 ففي عام 1949 ،
اقتنع عالم اسمه جون فون نيومان أنه من الممكن صناعة برامج تستطيع نسخ نفسها
. لكن
الأمر استغرق بضعة عقود من قبل المبرمجين و الذين أطلقو على أنفسهم إسم “القراصنة”   للبدء في بناء فيروسات الكمبيوتر
 .

في حين أن بعض المخادعين منهم قاموا بإنشاء فيروسات
على أنها برامج لأنظمة الكمبيوتر  ، إلا أنها في الحقيقة تفتك بالأجهزة الشخصية وتجعلها تساهم في  نشرها كذلك . فقد حظيت  فيروسات الكمبيوتر بانتباه الجمهور إليها في ذلك
الوقت
. و قد كان هناك
طالب دكتوراه يدعى “فريد كوهين” اعتُبر  أول من قام بوصف برامج التكرار الذاتي المصممة
لتعديل أجهزة الكمبيوتر مثل الفيروسات
، و قد رُسخ
اسمه منذ ذلك الحين
.

في الأيام الخوالي (قرابة سنة 1980) ، كانت
الفيروسات تعتمد على البشر للإنتشار بين أجهزة
الكمبيوتر الأخرى
. حيث قام القراصنة في ذلك الوقت بتثبيت
الفيروسات على أقراص ثم توزيعها على أشخاص آخرين
. و كانت
هذه 
هي الطريقة المعتمدة إلى حين ظهور و انتشار أجهزة المودم التي ساعدت في انتقال
الفيروسات بشكل اكبر و أسرع
 .حول العالم  فاليوم
عندما نفكر في فيروس الكمبيوتر ، فنحن عادة نتصوره شيئا ما ينقِل نفسه عبر الإنترنت
،و قد يصيب
أجهزة الكمبيوتر عبر رسائل البريد الإلكتروني أو روابط الويب المفخخة …
 مثل هذه البرامج
يمكن أن تنتشر بشكل أسرع بكثير مما كانت عليه في السابق، وذلك بفضل  تطور و انتشار الشبكة العنكبوتية و كذلك بفضل التطور
البرمجي الكبير المصاحب لتطور مهارات الهاكرز التي 
تتطور يوما بعد يوم ، إلى أن صارت لا تجارى
، و أصبحت تتحدى مفهوم الحماية و تضربه في العمق ، و بذلك تتحدى الشركات التي كانت
وراء تطور تكنولوجيا المعلوميات ، و هذا ما شهدته شخصيا في بث مباشر للقاء صحفي في الشهور الماضية مع بيل غتس يصرح بذلك
.

1) Melissa

في ربيع عام 1999، أنشأ رجل يدعى ديفيد سميث David L. Smith  فيروس يعتمد على  word macroMicrosoft، و قد بُني الفيروس بحيث يمكنه أن ينتشر
من خلال رسائل البريد الإلكتروني،
 سميث أطلق  على الفيروس اسم : ميليسا، موضحا أنه أطلق عليه اسم راقصه من فلوريدا  ههه .
إن فيروس الكمبيوتر ميليسا يغري المتلقين لفتح ملف برسالة البريد الإلكتروني ، و حينما يُفتح مرة واحدة ، فإن الفيروس  يتكاثر عن طريق إرسال نفسه إلى أول 50 شخصا في قائمة  عناوين البريد الإلكتروني للمستعمل الذي أصيب
بالفيروس
.
انتشر الفيروس بسرعة بعد إطلاقه من طرف سميث يوم 26 مارس 1999،حيث تسبب فيروس ميليسا في غلق نـُظم البريد الإلكتروني
والتي تكدست برسائل البريد الإلكتروني المصابة المنبعثة من الفيروس. و لم يصمم ميليسا
للضرر، لكنه تسبب بخسائر فادحة بسبب إثقاله
للخوادم.

وقد أصبحت الحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة مهتمة جدا بعمل سميث و وفقا لتصريحات
مسؤولي
 FBIال إلى الكونغرس : ( إن فيروس ميليسا عاث فسادا في الحكومة و شبكات القطاع الخاص ، و إن الزيادة في حركة البريد
الإلكتروني أجبرت بعض الشركات على توقيف برامج البريد الإلكتروني حتى يتم احتواء
الفيروس )
.

و بعد عملية محاكمة مطولة للمتهم، تلقى
سميث حكما بالسجن لمدة
عشر سنين و قضى منها 20 شهرا فقط ثم اطلق صراحه ،  كما غرمت المحكمة سميث مبلغ قدره 5000 دولار ، و تم منعه  من الوصول إلى شبكات الكمبيوتر دون إذن من
المحكمة (المصدر
BBC:) ، و
بعد ذلك  تعاون سميث مع مكتب التحقيقات
الفدرالي لتعقب “يان دي فيت” الهولندي المنشأ لفيروس “أنا كارنيكوفا
 “.
و في نهاية المطاف ،  قد كان فيروس ميليسا واحدا
من الفيروسات الأولى التي حصلت على انتباه الجمهور
و رواد الأنترنت آنذاك.


2)
ILOVEYOU

بعد عام من ضرب فيروس ميليسا لشبكة الإنترنت ، ظهر تهديد رقمي جديد من الفلبين . وخلافا لفيروس
ميليسا ، جاء هذا التهديد على شكل دودة  “
worm ،حيث كان عبارة عن برنامج مستقل قادر على تكرار نفسه . و يحمل اسم  ILOVEYOU (أحبك) .
فيروس ILOVEYOU انتشر بالعالم
الرقمي
في البداية عن طريق البريد الإلكتروني و لأول مرة في يوم 4
مايو  2000 ، 
تماما مثل فيروس ميليسا . و كان عبارة عن رسالة بريد إلكتروني بعنوان   “ILOVEYOU”موضوعها أنها رسالة حب من المعجب السري. و كان الفيروس مرفق بالبريد الإلكتروني، وقد كان اسم ملف الدودة الأصلي  LOVE-LETTERFORYOU.TXT.vbs، حيث أن تمديد VBS هي لغة القراصنة المستخدمة لإنشاء دودة : ببرنامج البرمجةVisual
Basic
 حيث
يرسل نفسه إلى كل عناوين البريد الأخرى الموجودة بالقائمة على أساس أنه الضحية
يعني المستخدم المصاب  .

و وفقا لبرنامج مكافحة الفيروسات McAfee، فقد كان فيروس ILOVEYOU يقوم بمجموعة واسعة من الهجمات  :
يمكنه نسخ نفسه عدة مرات مختبئ في
عدة مجلدات على القرص الصلب للضحية
.
ـ يمكنه إضافة ملفات جديدة إلى (registry keys) الضحية .
ـ يمكنه أن يرسل نفسه من خلال نوافد الدردشة على الإنترنت و كذلك  البريد الإلكتروني
ـ يقوم
بتحميل ملف يسمى WIN- BUGSFIX.EXE من الإنترنت و تثبيته . و كان
هذا البرنامج يقوم بسرقة كلمات السر و عناوين البريد و كل المعلومات السرية عبر
البريد الالكتروني ، ثم يرسلها إلى عنوان البريد الإلكتروني للهاكر
.

و وفقا لبعض التقديرات ، تسبب فيروس  ILOVEYOU بأضرار قدرت ب10  مليارات دولار .
وزارة
الدفاع، و وكالة المخابرات المركزية، والبرلمان البريطاني كان عليهم إغلاق أنظمة
البريد الإلكتروني للتخلص من الدودة، كما فعلت معظم الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت
.  
ويبقى االسؤال : من الذي صنع فيروس ILOVEYOU ؟  اعتقد البعض أنهما الأشقاء أونيل
و ايرين دي جوزمان من الفلبين. و قد قامت السلطات
الفلبينية بالتحقيق مع اونيل دي جوزمان بتهمة السرقة، و في ذلك الوقت لم يكن لدى  الفلبين مصطلح التجسس عبر الكمبيوتر أو قوانين
الجريمة الإلكترونية
. و بسبب عدم وجود أدلة ضده، ألغت السلطات الفلبينية التهم الموجهة ل أونيل دي جوزمان ،
الذي من شأنه تأكيد أو نفي مسؤوليته عن الفيروس، لكنه أقر أنه قد يكون عن غير قصد مسؤولا
 عن اطلاقه.

و في سنة 2002 حاز فيروس  ILOVEYOU  على رقم قياسي باعتباره الفيروس الاكثر
ضراوة ذلك الحين  
.

معلومات إضافية :
 فيروسات الماكرو micro virus : تعتبر من أحد أنواع الفيروسات وهو فيروس
يُكتب بلغة الورد
WORD ويصيب هذا الفيروس ملفات البيانات وكذلك ملفات الأوفيس .

ـ دودة الحاسوب worms  
:هي
برامج صغيرة قائمة بذاتها غير معتمدة على غيرها صُنعت للقيام بأعمال تدميرية أو
لغرض سرقة بعض البيانات الخاصة ببعض المستخدمين أثناء تصفحهم للإنترنت أو إلحاق
الضرر بهم أو بالمتصلين بهم، و تمتاز بسرعة الانتشار و صعوبة التخلص منها نظرا
لقدرتها الفائقة على التلون والتناسخ والمراوغة
.

هذا كل ما في موضوعنا هذا الأسبوع ، أتمنى أن تكون قد استفدت و أغنيت رصيدك المعرفي خلال قراءتك هذا المقال الذي يندرج
ضمن الجزء الأول من سلسلة “ثقف نفسك تصر محترفا”.
و الذي سأقوم بتقديمه أسبوعيا، لذلك نحن في حاجة لتشجيعاتكم و انتقاداتكم السلبية أو الإيجابية حول الفكرة .