كيف يمكن لتقنية BCI مساعدة المصابين بالشلل في حياتهم؟

كيف يمكن لتقنية BCI مساعدة المصابين بالشلل  في حياتهم؟
تخيل أنه بإمكانك تشغيل سيارتك وأنت جالس في المنزل بدون ريموت كونترول وذلك بمجرد أن تأتيك الفكرة لتشغيل السيارة ؟ أو تقوم بفتح جهاز الحاسوب للدخول لمواقع التواصل الإجتماعي بدون تحريك أصابعك لإدخال كلمة السر، فقط عن طريق الدماغ وعملية التفكير في الموضوع ؟

أثناء تفكيرنا في الهاكرز نتخيل أن هناك شخص جالس في غرفته يقوم بكتابة أكواد معينة من أجل إختراق حساباتك أو سرقة نقودك من البنك عن طريق الأنترنت، لكن ليس جميع عمليات الهاكرز تُعتبر سيئة، بل أحيانا تكون عملية الإختراق مهمة جدا وفي صالح البشرية من أجل تسير حياتنا. ومن هذا المنطلق سنتحدث قليلا عن مجال جديد يعتمد على عملية الهاكينغ إسمه “واجهة الدماغ والحاسوب” أو الوسيط بين الجهاز والعقل البشري BCI والذي من خلاله يمكنك التحكم في الأجهزة (روبوت، حاسوب…) من خلال عقلك فقط والتفكير في الشيء الذي تريد تنفيذه فيقوم الجهاز بتنفيذه بدلا عنك.

وكقصة واقعية، السيدة “Jan Scheuermann” أصيبت بشلل جسدي من أعلى العنق إلى أسفل الجسد ولكن بفضل تقنية BCI تمكنت باستخدام زراعة روبوت خاص بها من أنها تأكل قطعة شوكولاتة وتمكنت ايضا من إمساك بعض الأشياء كبيرة الحجم، وذلك بعد ما تم زرع قطبين كهربائيين حجعهم يعادل حجم علبة دواء الآسبيرين تم زرعهم في مخها، وذلك بالتزامن مع فترة تدريب استمرت لفترة شهور،  وعندما اخذت تلك القطعة من الشوكولاتة، قالت: “قطعة صغيرة من الشوكولاتة لإمرأة هي قطعة كبيرة وعملاقة لتكنولوجيا ال “BCI.

الـ BCI هي اختصار للكلمة الإنجليزية Brain Computer Interface وهي طريقة للإتصال بين العقل البشري وجهاز الحاسوب بدون الحاجة للأعضاء الجسدية أو العضلات أو أي شيء آخر. يتكون هذا النظام من مستشعر Sensor يعمل على إلتقاط الإشارات الدماغية وهو عبارة عن مصففات لديها أقطاب كهربائية متعددة، و جهاز صغير لفك التشفير Decoder والذي من خلاله يتم تحويل هذه الإشارات لأوامر يقوم بتنفيذها جهاز خارجي مثل (الأطراف الصناعية أو الحاسوب، او الروبوت).

تم فتح قناة تواصل بين الدماغ وجهاز الحاسوب عن طريق قراءة إشارات الدماغ وترجمتها لأوامر يستطيع الجهاز فهمها وتنفيذها، أو العكس، يمكن للجهاز إرسال معلومات وبيانات للمخ عن طريق تحفيز أماكن معينة في المخ عن طريق إرسال إشارات كهربائية ضعيفة، يتم ربط هذه الإشارات الكهربائية بإستعمال خرائط الرنين المغناطيسي لكي يتم اكتشاف المناطق الفعالة في الدماغ ووضغ الأقطاب الكهربائية في أمكنها الصحيحة في الدماغ.

في البداية يتم وضع رقائق الإستشعار التي تسمى ب EEJ فوق رأس الشخص ثم يُطلب من هذا الشخص التفكير في عمل شيء معين مثل “التفكير في تحريك يديه” بعد التفكير يتم إكتشاف الخلايا الدماغية التي تم تحفيزها أثناء عملية التفكير، ثم ينتج عن عملية التحفيز، تيار أيوني، ثم يأتي دور رقائق الإستشعار والتي تقوم بتحويل هذا التيار الأيوني إلى تيار إلكتروني كهربائي، ويتم إرساله لجهاز فك التشفير لتتم عملية المعالجة لهذا التيار ببرامج معقدة، وفي الأخير يتم إرسال هذا التيار بعد معالجتة إلى الحاسوب او الروبوت أو الأطراف الصناعية من أج تنفيذ المهمة المطلوبة؛ أي فقط من خلال عملية التفكير التي تتم في دماغك، يمكنك إرسال أوامر لهذه الأجهزة والحواسيب.

نقلة نوعية كبيرة وخيالية تحققها لنا تكنولوجيا  الـ BCI والتي ستجعلنا نتحكم في أجهزتنا فقط من خلال التفكير، والذي كنا نراه في الماضي من الخيال العلمي، بدأ في التحقق في حاضرنا الحالي حتى وإن كان ذلك بجزء بسيط بحركة بطيئة.

الكاتب: أسامة كجوط