هل توجد حياة خارج الأرض – الجزء الأول

مع ازدياد الاهتمام بعلم الفضاء , والاكتشافات السريعة والمتتالية في هذا المجال , ازداد فضول البشرية لمعرفة هل يوجد حياة خارج الأرض , أم أننا حالة خاصة وفريدة في الكون, ومؤخراً عاد هذا السؤال للظهور مع إعلان ناسا عن اكتشاف كوكب كبلر الشبيه بالأرض , ولكننا في هذه المقالة سنحاول طرح السؤال بطريقة أخرى وهي

من وجهة نظر العلم هل الحياة خارج الأرض ممكنة .

مخلوقات ذكية


للإجابة على هذا السؤال سنناقش عدة شروط ستكون قادراً في نهايتها على الإجابة عن هذا السؤال بنفسك .
إن ضرورة تحقق هذه الشروط خارج الأرض تقوم على افتراض أن أية حياة أخرى ستنشأ في الكون ستحتاج نفس الشروط التي احتاجتها على الأرض وهذه الشروط هي :

وجود الكربون في الفضاء
وجود الماء في الفضاء
وجود كواكب بنفس مواصفات كوكبنا في الفضاء
توفر مقومات الحياة لفترة كافية لنشوء الحياة وتطورها

وجود الكربون في الفضاء

 

لا بد أنكم تذكرون الجدول الدوري للعناصر الكيميائية والذي درسناه في المدرسة , هل تذكرون الكربون , الكربون هو أساس الحياة العضوية يرمز له بالرمز C ويحمل العدد الذري 6 ومن أهم ميزات الكربون قدرة ذراته على الإرتباط مع بعضها البعض لتشكيل سلاسل كربونية طويلة وقدرتها على الارتباط مع العناصر الأخرى  ليشكل الملايين من المركبات العضوية .

نواة


يتواجد الكربون كعنصر أساسي في المركبات العضوية فهو المكون الأساسي للسكريات والبروتينات والدسم والحمض النووي DNA  وفي الأنسجة والخلايا وكل عضو في جسمنا و يعتقد العلماء أنه لنشوء أي حياة في الكون فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو السيناريو الأرضي الذي نعرفه , أي أن الكربون يجب أن يكون هو أساس هذه الحياة العضوية , ولذلك بحث العلماء كثيرا لمعرفة إذا ما كان الكربون موجوداً بالكون بنفس الوفرة التي يوجد بها على الأرض, وقد وجدوا أن الكربون ليس حكراً على الأرض وحدها بل يوجد في المذنبات والنجوم والكواكب أيضا وبكميات كبيرة فمن حيث الوفرة يأتي الكربون في المركز الرابع في الكون, مع أن الكربون لم يوجد مباشرة عند بداية الكون , فالكربون يتم صنعه في نوى النجوم العملاقة والعماليق الحمر ويتم نثره بعد ذلك في الفضاء عندما تنفجر تلك النجوم  . 

أروع عشرة صور مميزة التقطها تلسكوب هابل الفضائي


وجود الماء في الفضاء

 انطلاقا من دراسة الحياة العضوية على الأرض , توصل العلماء منذ زمن طويل بأن الحياة على الأرض ما كانت لتوجد لولا وجود الماء السائل على الأرض قال تعالى في  سورة الأنبياء (الآية 30):” أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنونصدق الله العظيم .

ماء


يتألف جزيء الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين ونحن نعلم اليوم أن الهيدروجين متوفر بكميات هائلة في الكون حيث يشكل 75% من حجم الكون ولا يكاد يخلو مكان منه .
أما الأكسجين فيأتي من حيث الوفرة في المرتبة الثالثة في الكون , يصنع الأكسجين داخل النجوم من خلال عمليات الاندماج النووي .
وهكذا نرى أن مكونات جزيء الماء الأساسية موجودة بكميات كبيرة بالكون ونستطيع القول بأن الماء ليس نادراً بالكون بل هو موجود بكثرة ولكن وجود الماء السائل على سطح أحد الكواكب لا يعني بالضرورة وجود حياة بقدر ما يعني دعم لاحتمالية وجودها .

ذرة الماء

لم يتم حتى الآن الحصول على أي تأكيد بوجود الماء السائل في الفضاء , رغم وجود بعض الدلائل كآثار جريان مياه على كوكب المريخ وما يعتقد بأنه بخار ماء على القمر أوربا الذي يدور حول المشتري , وقد أكد العلماء وجود مياه بشكل جليد على سطح القمر .و بعض الأجرام في المجموعة الشمسية كالقمر انسيلادوس الذي يدور حول زحل ,  إضافة الى بعض النيازك التي ضربت الأرض .

تتمة المقال ستكون في موضوع قادم

 

إقرأ أيضاً
ما هو الثقب الأسود

 

هل المادة والطاقة وجهين لعملة واحدة وما هي نظرية الأوتار الفائقة