هل فعلا نحن مراقبين عندما ندخل الى الانترنت ونقوم بتصفحه تعرف الى الحقيقة

هل فعلا نحن مراقبين عندما ندخل الى الانترنت ونقوم بتصفحه تعرف الى الحقيقة

الإنترنت لا ينام .. مهما تعبر يديك على الشبكة يمكن أن يبقى إلى الأبد .. وقد يستخدم في يوم من الأيام كسلاح ضدك!

يعتقد بعض مستخدمي الإنترنت ، وخاصة المبتدئين ، أنه لا يمكن لأحد معرفة ما يفعلونه على الإنترنت: المواقع التي يزورونها .. المعلومات التي يقدمونها أثناء التسجيل في بعض المواقع ، أو إجراء عمليات شراء .. المحادثات التي يشاركونها في المنتديات أو غرف الدردشة .. رسائل ما يكتبونه لمجموعات الأخبار

الكلمات والعبارات التي ينقبون عنها باستخدام محركات البحث.. الملفات التي يجلبونها..

ويعتقد بعض هؤلاء أنه يكفي أن تدخل ساحات الحوار باسم مستعار وعنوان بريد إلكتروني زائف، كي تخفي هويتك عن العالم بأجمعه!

كل هذه المعتقدات خرافات لا أساس لها من الصحة. فأخوك الأكبر لا ينام، ويسجل كل حركاتك وسكناتك.. ومضيفوك فضوليون وقادرون على جمع الكثير من المعلومات عنك!

لكن، من هو الأخ الأكبر؟ إنه الجهة التي تصلك بإنترنت، وهي إما مزود خدمات إنترنت الرئيسي

ISP
، الذي تشترك معه، أو كمبيوتر مؤسستك، إذا كانت تتصل بإنترنت عن طريق خط
خاص مؤجر
leased line

أما مضيفوك، فهم: المواقع التي تزورها وأنت تبحر في عباب إنترنت.

تخترق خصوصيتك في الشبكة من جهتين:

مزودك بخدمة الاتصال بإنترنت

ISP،

وهو اختراق يمكن أن يكون شاملاً.

المواقع التي تزورها، ومنتديات الحوار التي تشارك فيها، أياً كان نوعها، وهو اختراق جزئي، لكنه خطر، أحياناً.

ربما تسلل الخوف إليك بعد قراءة السطور السابقة، لكن، تعال نتبين الصورة الواقعية لكل ذلك.

ماذا يسجل مزود خدمات إنترنت عنك ؟

يمكن لمزود خدمات إنترنت، من الناحية النظرية، أن يكتشف كل أفعالك عندما تتصل بالشبكة، ويشمل ذلك، عناوين المواقع التي زرتها، ومتى كان ذلك، والصفحات التي اطلعت عليها، والملفات التي جلبتها، والكلمات التي بحثت عنها، والحوارات التي شاركت فيها، والبريد الإلكتروني الذي أرسلته واستقبلته، وفواتير الشراء التي ملأتها، والخدمات التي اشتركت بها. لكن، تختلف من الناحية الفعلية، كمية المعلومات التي يجمعها مزود خدمات إنترنت عنك، باختلاف التقنيات والبرمجيات التي يستخدمها. فإذا لم يكن مزود الخدمة يستخدم مزودات بروكسي (تتسلم وتفلتر كل طلباتك)، وبرمجيات تحسس الحزم “packet sniffer” (تحلل حركة المرور بتفصيل كبير)، فقد لا يسجل عنك، سوى بياناتك الشخصية، ورقم

IP

الخاص بالكمبيوتر المتصل، وتاريخ وزمن اتصالك بالشبكة، وانفصالك عنها. أما إذا كان اتصالك يمر عبر “بروكسي”، فترتبط مستوى التفصيلات بالبرمجيات التي يستخدمها مزود الخدمة، والتي يمكن أن تصل في حدها الأقصى، إلى المستوى النظري، الذي أشرنا إليه سابقاً. وينطبق ما ذكرناه، في حال كان اتصالك يتم عبر خط خاص مؤجر، للمؤسسة التي تعمل فيها.

أما الأخبار الطيبة لمستخدمي إنترنت، فهي أن معظم مزودي خدمات إنترنت لا يطلعون على السجلات، ما لم يطلب منهم ذلك بأمر رسمي من الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون، وهو أمر نادر الحدوث. تبقى إمكانية التطفل على أفعال المشتركين قائمة، لكنها تتطلب جهوداً كبيرة، ووقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أن معظم مزودي خدمات إنترنت غير مستعدين للمخاطرة بسرية المشتركين، وخسارة بعضهم. ولا يهتمون، لهذا السبب، بمراقبة المشتركين، بدلالة أنهم يرسلون رسائل البريد الصادر، بأسرع ما يمكن، لتحرير المساحات التي يشغلها على الأقراص الصلبة. ويحذفون البريد الإلكتروني الوارد، بسرعة، بعد أن يجلبه مستخدم إنترنت إلى كمبيوتره الخاص.

قد يختلف الأمر بالنسبة للعاملين في المؤسسات الكبيرة، التي تتصل بإنترنت عبر خطوط خاصة مؤجرة، ويتوفر لديها مزود

server

داخلي. فمن مصلحة مدراء هذه المؤسسات، فرض رقابة على الموظفين، لمنعهم من تبديد وقت العمل في تصفح مواقع الرياضة، والترفيه، والدردشة، على شبكة ويب. وربما يراقبون بريدهم الإلكتروني أيضاً، للتأكد من أنهم لا يعملون لحساب جهة أخرى، أو لحسابهم الخاص. فإذا كنت واحداً من هؤلاء الموظفين، فحاذر في كيفية استخدامك للشبكة، فربما يوجد من يراقب تصرفاتك!

ماذا يسجل الموقع الذي تزوره عنك؟

عندما تتجول في حواري إنترنت، تترك أثار أقدامك في كل مكان تزوره. فالموقع الذي تمر به، يفتح سجلاً خاصاً بك، يتضمن عنوان الموقع الذي جئت منه، نوع الكمبيوتر والمتصفح الذي تستخدمه وعنوان

IP

الدائم، أو المتغير، للكمبيوتر الذي تتصل منه. ويمكن تحت ظروف معينة، أن يتمكن الموقع من الحصول على عنوان بريدك الإلكتروني، واسمك الحقيقي. ويقول بعض الخبراء، أنه يمكن باستخدام بريمجات جافا، أو جافا سيكريب، أو أكتيف إكس، سرقة عنوان بريدك الإلكتروني، وبعض المعلومات الأخرى عنك، أسهل طريقة لمعرفة ما تسجله المواقع التي تزورها عنك، عادة، هي التوجه إلى موقع ، والانتظار قليلاً، قبل أن يكتشف هذا الموقع المعلومات، ويعرضها أمامك على الشاشة.

وتقدم أنت، معلوماتك الشخصية، عندما تملأ قسيمة الاشتراك في خدمات أحد المواقع. وننصحك في هذه الحالة، بالتأكد أولاً، من أن هذا الموقع “محترم”، ولن يسرب هذه المعلومات إلى جهات أخرى، قبل أن تقدم له هذه المعلومات.

تضع معظم مواقع ويب، عندما تزورها، ملفاً صغيراً على القرص الصلب لكمبيوترك، يسمى “كوكي” ******، بهدف جمع بعض المعلومات عنك، وهو مفيد أحياناً، خاصة إذا كان الموقع يتطلب منك إدخال كلمة مرور تخولك بزيارته. ففي هذه الحالة لن تضطر في كل زيارة لإدخال تلك الكلمة، إذ سيتمكن الموقع من اكتشافها بنفسه عن طريق “الكوكي”، الذي وضعه على قرصك الصلب، في الزيارة الأولى. لكن، يرى الكثير من المستخدمين في ذلك انتهاكاً لخصوصياتهم أثناء التصفح، خاصة عندما يراقب “الكوكي” تحركاتك ضمن الموقع.
تتمثل أكبر المخاطر التي قد تواجهها، في ما تكتبه ضمن المجموعات الإخبارية news groups

إذ تدخل رسائلك ضمن أرشيف
حيث يمكن لأي شخص الاطلاع عليها،

الآن، وربما بعد 20 سنة، أيضاً. قد تشارك، عندما تكون شاباً في بعض المجموعات الإخبارية غير المناسبة، وتكتب آراءً طائشة، لكن، عليك أن تعلم أن ما خطته يداك، قد يبقى إلى الأبد، وربما يطلع عليه أحفادك، أو جهات أخرى! وقد يستخدم يوماً كسلاح ضدك، فإنترنت لا تنسى!

أما ما تكتبه ضمن منتديات الحوار والدردشة العربية، فله وجهان متعارضان:

الأول، هو أن معظم هذه المنتديات، لا تحتفظ بما يكتب فيها لفترات طويلة. وحتى إن احتفظت بها وأرشفتها، فإن معظمها لا يوفر أدوات بحث فعالة للتنقيب ضمن الأرشيف، وهذا يعني أن احتمال اكتشافها على المدى البعيد أقل.

الوجه الثاني، هو أن الرقابة في المجتمعات العربية أكبر. فلو طلبت أي جهة قانونية من المنتدى ومزود خدمات إنترنت، الكشف عن كاتب إحدى الرسائل، أو المشاركين في الدردشة، فسوف يتم ذلك بسهولة، إذا كان ما كتبه لا زال موجوداً. وسوف يُعرف كاتبه، حتى إن كان يستخدم اسماً وعنواناً بريدياً زائفين .