كيف يستخدم الكفيف التقنية ؟

الكفيف والتقنية:كثير من المواقع والمنتديات تجاهلت هذا الموضوع, ولم تعره  أي اهتمام.ولكن اليوم وفي مدونة المحترف سنسلط الضوء على هذا الموضوع, وسنشمله تقريبا, وسنتكلم على مختلف نقاطه: السلبية منها والإيجابية.
.
كيف يستخدم الكفيف التقنية ؟
للكفيف علاقة خاصة مع حاسوبه, هاتفه, أو لوحته الإلكترونية,حيث يجد فيها متنفسا له, ويمكن أن يقوم من خلالها بكل ما يريد:
يلعب, يتواصل, يتقلد مناصب:: ” مدير منتدى, مدير موقع, مراقب, “, يدون, يبرمج, يوتوبر, أو حتى مهندس صوتي.ويمكن له أيضا أن يحرر من خلال حاسوبه أو ما سبق ذكره من الأدوات الإلكترونية, حتى مستندات عمله.أجل, فالحاسوب بالنسبة للكفيف, كنافذة تطل على العالم الخارجي, وتزيل عنه حائط العزلة.أو يمكننا القول, كأنه فرج, أتى بعد حيات عسيرة حزينة ومتعبة.أو كفجر حل بعد ليل مظلم.وأترك لمخيلتك طرح المزيد من الأمثلة.
إن هذا التقدم التكنولوجي حمل في طياته الكثير من الحلول لمشاكل المكفوفين:وجعلهم في تواصل مباشر مع غيرهم من المبصرين.
أصبحت هناك تطبيقات تعوض فقدان البصر:كالتطبيقات التي تمكنك من تصوير الشيء, ثم تصفه لك.أو التطبيقات التي تصف لك ما يوجد في محيطك بصفة مباشرة.رغم هذا, فإن الكفيف, وأثناء استخدامه للأدوات الإلكترونية, يواجه صعوبات, عقبات, عراقل, أو مشاكل شتة ومتعددة.
الآن دعني أجيبك عزيزي القارئ عل سؤالك:
كيف يستخدم الكفيف الأدوات الإلكترونية؟
أو بمعنى أبسط:
كيف يتمكن الكفيف من الولوج لشبكة الإنترنيت, والربح منها, أو البرمجة, أو تصفح المواقع, أو كيف يتواصل مع الآخرين على موقع الfacebook مثلا؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب تغيير في محتوى كلمة: (كفيف).
كيف يتمكن “المبصر” من الولوج لشبكة الإنترنيت, والربح منها, أو البرمجة, أو تصفح المواقع, أو كيف يتواصل مع الآخرين على موقع الfacebook مثلا؟
أجل فأنت عزيزي المبصر, تستعرض المواقع والبرامج, وحتى تتمكن من استعمالها, تقرء ما كتب في الشاشة:
س: وما العضو الذي يمكنك عزيزي المبصر من القراءة؟
ج: إنه العين بالتأكيد.
لكن الكفيف, عيناه لا تبصر شيءا, يعني لا تحول الصورة إلى سيالات عصبية ثم إلى الباحة البصرية.
ولكن السر يكمن في الأذن:
للكفيف أذن تميز الأصوات بدقة عالية, “hd” 🙂 فهي التي تمكنه من تحديد مكانه, والتواصل مع الآخرين.
ناهيك عن حسة الشم, التدوق, واللمس, التي لا مثيل لها.
فهناك برامج خاصة بالأدوات الإلكترونية, تحول الكتابة, وفي بعض الأحيان الصورة, إلى إرشادات صوتية.
وتسمى: قارءات الشاشة  lecteurs d’écran بالانجليزية  screen readers.قبل إكمال الموضوع, دعوني أضع لكم لائحة لأغلب أسماء هذه البرامج:
للحاسوب:
NVDA
Jaws
Windows eye
System access
Supernova
Cobra
SAPI5
وطورت شركة ابل “Apple” قارئ خاص بها لكل أدواتها الإلكترونية سواء ماك “Mac”, أو أيفون “iPhone”…اسمه:”VoiceOver”.وأيضا شركة جوجل “google”, المنتجة لنظام أندويد “Android”, طورت قارئ خاص بالهواتف العاملة على نظامها نخص سامسونج “Samsung ” بالذكر, قارئاً يدعى: “TalkBack”.ولا ننسى أيضا بالنسبة لنظام Android أنه يوجد قارء آخر يسمى: “Shine Plus”.
هنا سنمر للجزء الثاني من الإجابة عن السؤال:
الآن قد شرحت أن القارئ وظيفته تحويل الكتابة إلى صوت,تماما كما تقرءها لكن ليس مئة بالمئة,لأنه برنامج, ولا يمكن أن يوجد برنامج يؤدي مهمته بشكل كامل, ولكن هذا لا يعني أن التكنولوجيا لا تتقدم.
بالنسبة للحاسوب:
لا يستطيع الكفيف استعمال الفأرة “Mouse”, لذلك يستعمل فقط لوحة المفاتيح “Keyboard”, وهو يكفيه في التنقل بين الكائنات أو في أي عملية يستطيع القيام بها,وذلك يتم عن طريق مفاتيح سريعة يضغط عليها, مثلا: “alt+enter” & “ctrl+tab”.
أما الهاتف:
فوصلت التكنلوجيا لشيء عظيم, اليوم والحمد لله يستطيع الكفيف استعمال الهواتف الذكية “Smart phones”, بشكل عادي للغاية.
حيث يستطيع التنقل بين التطبيقات, بشكل رائع ومتوافق للغاية.
هنا ستطرح سؤال:
وكيف؟ كيف يستطيع التأشير على التطبيق المراد بيده مباشرة؟
سواء برنامج VoiceOver أو TalkBackأو Shine Plus, فطريقة التنقل في القوائم متشابهة:فإن راد الكفيف التنقل للعنصر التالي, يمرر بالسبابة من اليسار إلى اليمين.وإذا أراد الرجوع للعنصر السابق فيمرر أصبع السبابة مرة اخرى من من اليمين إلى اليسار.
مثلا:
عندنا قائمة بها:
messages
phonne
music
فمكان وجود أي عنصر لا يهم الكفيف, حيث يكفيه التنقل فقط بتمرير أصبعه إلى اليمين أو إلى اليسار:
أمرر أصبعي نحو اليمين
messages
أمرر أصبعي نحو اليمين
téléphonne
أمرر أصبعي نحو اليمين
musique
أمرر أصبعي نحو اليسار
téléphonne
أمرر أصبعي نحو اليسار
messages
أتمنى أن تكون الطريقة واضحة.
وكل العمليات التي يمكن للكفيف أن يقوم بها مستعينا بالقارئات الخاصة بالهاتف, تكون فقط باليد, وتكون جد سهلة ومتوافقة.
وطبعا هناك اختلاف بين برنامج وبرنامج آخر.
ولكن يجب أن أخبركم بسر:
رغم أن هناك بعض الناس الذين لا يتفقون معي, لكن لا يمكن إنكاره:
إن شركة Apple مهتمة بتطوير قارئ الشاشة الخاص بها, وبجعل أدواتها وتطبيقاتها, متوافقة أكثر مع المكفوفين.أكثر من أي شركة اخرى على الإطلاق.وأنا شخصيا أستعمل هاتف iphonne, ولا أرى هاتف أكثر منه توافقيا مع الكفيف.
ولكن المشكل الموجود مع شركة Apple هو الثمن الباهض لأدواتها, وهذا عائق عند البعض.أما samsung على سبيل المثال, فهو رخيص الثمن.وهذا سبب قوي في توجه نسبة لا يستهان بها من المكفوفين إلى هذا الخيار.وحبدا لو طورت ميزة لقارئات الشاشة الخاصة بالحاسوب, تمكننا من التنقل بين الكائنات بنفس الكيفية, ستكون قفزة كبيرة لتقدم الكفيف في عالم التقنية.
هناك جزء آخر يجب التكلم عليه قبل اتمام الموضوع, إنه نظام المساعد الصوتي:
وها هي شركة ابل تتفوق مرة اخرى, فنظام Siri هو أكثر الأنظمة ذكاءا وتطورا, رغم محاولة شركة Microsoft حيث طورت نظاما اسمه: Cortana, وأيضا محاولات شركة google.فنظام المساعد الصوتي, وفر عل الكفيف الكثير من الأشياء, حتى أنه أصبح يمكن أن يقوم ببعض العمليات التي تأخذ منه وقتا كثيرا, في ثواني, كالكتابة.
دعوني أعود بكم من الهاتف إلى الحاسوب, وتحديداً إلى نظام الwindows.
فالمنافسة بين قارئات الشاشة الخاصة بنظام windows ليست قوية وشرسة هناك شركتين مسيطرتين على السوق بشكل رهيب وهما:NV Access, & Freedom Scientific.وهناك اختلاف كبير بين الشركتين:
حيث أن Freedom Scientific المنتجة لبرنامج jaws, جعلت البرنامج مدفوعا, وليس مفتوح المصدر,وليس هذا فقط فبرنامج jaws يصل ثمنه إلى 24901.60 الدرهم المغربي (MAD)وعندما تتوفر نسخة جديدة, لا يمكنك التحديث, يجب أن تشتري نسخة اخرى.بعكس شركة NV Access المطورة لبرنامج “NVDA”: (NonVisual desktop Access):
والتي جعلته مجانيا, ومفتوح المصدر, وهذا البرنامج تمت برمجته بلغة “Piton”.ولكن ورغم هذا فلكل برنامج جمهوره الخاص.
ويبقى NVDA سيد البرامج,  لأنه مفتوح المصدر,ويوفر ميزات لا توجد في برامج اخرى,وخفة عالية فالتعامل مع ال “windows”,دون أن ننسا توافقيته مع 32 & 64 bit فملف تثبيت واحد.
وأيضا امكانية انشاء نسخة محمولة, حيث يمكن للكفيف أن يحملها معه أينما رحل وارتحل.وإمكانية تخصيص البرنامج بأكمله, عن طريق تثبيت إضافات له, أو برمجتها يدويا بلغة piton.
والمزيد المزيد من الميزات التي لا حصر لها.
لا ننكر أن jaws يمكنك أيضا إضافة الscripts إليه, لكن ليس ك NVDA,حيث يمكن أن يبرمج مبصر إضافات ل NVDA, بلغة معروفة ويستعملها الكثير الكثير من المبرمجين “piton”, عكس jaws, فيجب أن تتعلم لغته الخاصة.
هناك شركات اخرى, والتي توفر أصوات يمكن تركيبها على هذه البرامج, لتغيير أصواتها المزعجة, وجعل الأصوات قريبة للأصوات البشرية.vocaliser, و Acapela group, وأيضا شركة: voxygen.
رغم توفر قارئات الشاشة, وقارئات الصور “OCR”, إلى أن الكفيف يعاني كثيرا من عدم توافقية بعض المواقع التي تستخدم تقنية “Flash” في عرض محتواها,
وأيضا يعاني من بعض البرامج الغير متوافقة, والتي تعتمد بشكل كبير على العين البشرية, كبرامج مونتاج فيديو. فالكفيف لا يستطيع عمل منتاج فيديو احترافي, لأن ذلك يتطلب عينا مبصرة.
ولكنه يحاول أن يطور بعض الإضافات ليتمكن من تجاوز المشكل, إلى ان فئة المبرمجين قليلة بين أوساط المكفوفين.
هناك مشكل آخر أيضا:
الصور, فعلا تتوفر بعض البرامج للحاسوب, وأيضا بعضها للهاتف:
التي تسمح بوصف الصورة, أو على الأقل تقريب المعنى.
ولكن رغم هذا, فاحسب كم من صورة في شبكة الإنترنيت,هل الكفيف سيعالج أي صورة بالتطبيق.
بطبع غير ممكن, وهذا المشكل يتجلى في المواقع أو البرامج التي تجعل بعض الأزرار صورا فقط, ولا ترافقهم أي كتابة, مع العلم,
أن يمكن إضافة نص لأي صورة عن طريق الHTML, إلا أن هناك بعض المواقع التي لا تعر اهتماما لهذا الموضوع,مع أن إذا قمت بعمل وصف للصورة, حتى ” google images “, سيستطيع أرشفة الصورة, وبالتالي زيادة الشهرة لموقعك, وهكذا عسفوران بحجرة واحدة.
رغم كل هذه المشاكل المذكورة هنا, إلا أن قدرات الكفيف في مجال التقنية لا يمكن أن تخطر ببالك, فهو والحمد لله أصبح قوي في هذا المجال,لكن المشكل الخطير الذي يوجهه, هو أنه لا يشترك بمنتديات غير الخاصة به, أي أنه يبقى معزولا على منتديات المبصرين,لذلك لا يعرف الكثير من الناس قدراته في هذا المجال.
فلا تستغرب إن قلت لك أنه يوجد مكفوفين هاكرز.وآخرين يسيرون خوادم, أو مصممين مواقع.مدونين, مهندسي صوت, وهناك من يربح من الإنترنيت.أيضا يستطيع الكفيف أن يقوم بصيانة حاسوبه, وحتى أن يعمل له فورمات, بل وحتى تفكيكه.هناك أيضا مكفوفين يستعملون نظام linux.ولا تستغرب, فهناك ألعاب خاصة بالمكفوفين, ألعاب حربية, ألعاب بالبطاقات أو حتى “RPG”.فألعاب الحرب مثلا: تعتمد على الصوت “3D”, أو: “Stereo”, لتحديد المكان.وهناك ألعاب اخرى تعتمد على الكتابة, أو على الإثنان معا.
تتبقى للكفيف سنوات قليلة, ثم سيبرز نفسه أكثر في شبكة الإنترنيت.حاليا يوجد حوالي 40000000 مكفوف في  شبكة الإنترنيت.
ومعنا: “الجيل الصاعد”, سيشهد عالم المكفوفين تقدما كبيرا وتطورا رهيبا إن شاء الله.
الموضوع من طرف: مهدي ملكان 
ضمن مسابقة المحترف لأفضل تدوينة لسنة 2016