هل المادة والطاقة وجهين لعملة واحدة وما هي نظرية الأوتار الفائقة

العلاقة بين المادة والطاقة و نظرية الأوتار الفائقة 


لقد بات من المألوف للجميع فكرة توليد الطاقة من المادة مثل احتراق الوقود الأحفوري بأنواعه والفحم والنفط والغاز أو حتى تحويلها من شكل لآخر كطاقة الرياح والشمس والمياه والطاقة النووية …الخ

ذرة


تحويل المادة الى طاقة 


حتى الآن لا تزال فكرة تحويل الطاقة إلى مادة عصية عن الفهم لعدم وجود أي مثال لها في حياتنا اليومية.
بداية لفهم المادة لا بد أن نعلم أنه حتى الآن لا تزال النظريات غير مكتملة فحتى سنوات قريبة كان الاعتقاد بأن الذرة هي أصغر وحدات بناء المادة وبأنه لا يوجد ما هو أصغر من البروتون والإلكترون والنيوترون , لتأتي بعدها عدد من النظريات التي تفترض أن هذه الجسيمات الذرية مصنوعة من وحدات بناء أصغر هي الكواركات وإذا قمنا بتكبير البروتون ليصبح بحجم الأرض فسيكون الكوارك المكون له بحجم كرة قدم , إن هذه الفكرة كانت السبب  بطرح سؤال منطقي و مثير بنفس الوقت هذه الكواركات هل تتألف أيضا من وحدات أصغر , وإذا كانت كذلك فما الذي يمنع أن تكون هذه العملية مستمرة إلى المالانهاية وبالتالي ليس هناك وحدات بناء أساسية حقيقية , ومن هنا كان على العلماء افتراض نظرية جديدة للمادة ترتكز على أحدث ما توصلت إليه الرياضيات والفيزياء وأن تكون قادرة على الربط بين النسبية و ميكانيكا الكم , تلك النظريتان التي تعمل الأولى فيهم على دراسة وتحليل الأجسام ذات الأحجام الكبيرة ونظرية ميكانيكا الكم التي تهتم بدراسة الأجسام الذرية ودون الذرية , وهذه النظرية الوليدة والجديدة هي نظرية الأوتار الفائقة .

وتر
الوتر كما يفترضه العلماء

نظرية الاوتار الفائقة


تفترض نظرية الأوتار الفائقة أن تلك الكواركات التي كان يعتقد سابقا أنها مادة البناء الأساسية هي في الحقيقة مكونة من أوتار أو خيوط صغيرة جدا من الطاقة تهتز بعدة اتجاهات وطرق , وكل وتر حجمه صغير جدا بالنسبة للذرة فهو كحجم حبة رمل بالنسبة لحجم كوكب الأرض .
إن نوع الاهتزاز لتلك الأوتار يعطي للجزيء خصائص مختلفة , فقد يعطي الاهتزاز مكونا لذرات المادة , الجاذبية أو الطاقة , إلكترونات أو بروتونات جزيئات ألفا أو بيتا , فوتونات ….. الخ, أي أن كل ما في الكون من مادة أو طاقة أو أشعة أو شحنات كهربائية هي في الحقيقة أوتار ولكنها تهتز بطرق مختلفة, وعليه فالفرق الوحيد بين الجزيئات التي تعطي الخشب والجزيئات التي تعطي الجاذبية هي طريقة اهتزاز تلك الأوتار فقط.

وتر



نظرية تفسر كل شيء 


إن نظرية الأوتار الفائقة هي الجسر الذي يربط بين النظرية النسبية وميكانيكا الكم وهي المرشح الأكبر لأن تكون نظرية كل شيء كما يحب بعض العلماء تسميتها.
إن وجود هذه النظرية هي الحلم الذي يراود الآلاف من العلماء حول العالم فحتى هذه اللحظة يبدو وكأن علم الفيزياء هو بالواقع علمي فيزياء كل منهم يتعارض مع الآخر ويعطي نتائج مخالفة للطرف الثاني واحد منهم مخصص للمقاييس الكبيرة والآخر للمقاييس الصغيرة .

 من بين العديد من النتائج التي تترتب على نظرية الأوتار الفائقة تبقى النتيجة الأكثر إثارة للجدل وهي أن المادة والطاقة وجهين لعملة واحدة وعملية الفصل بينهما واحدة من أكبر الهفوات البشرية والتي سيتحتم على البشرية في المستقبل أن تتخلى عنها لتستطيع فهم الكون بشكل أفضل بدءاً من أصغر وحدات بنائه الأساسية وهي الأوتار وصولاً إلى أكبر مكوناته وهي عناقيد المجرات الفائقة .