السيجارة الإلكترونية تشكل خطرا جديا

السيجارة الإلكترونية تشكل خطرا جديا

إذا كانت التكنولوجيا عموما تأتي من أجل حل المشاكل المختلفة لمجتمعاتنا بما فيها المشاكل الصحية فإن هذا لا ينطبق بالضرورة على السجائر الإلكترونية التي جاءت في الأصل لمحاربة الإدمان على السجائر العادية و الذي يسبب الكثير من الأمراض الخطيرة تحولت بدورها إلى إدمان من دون الحديث عن أضرارها الصحية.
و بعد انتشار هذا الابتكار خصوصا بين الشباب و المراهقين فإن السيجارة الإلكترونية أصبحت تشكل بدورها شكلا من أشكال الإدمان, و بسبب عدم وضوح المعلومات حولها و قلة الأبحاث و الدراسات التي تبين منافعها و أضرارها بشكل حيادي و بعيدا عن الدعاية التجارية فإن الأوساط الصحية في العالم بدأت تدق ناقوس الخطر حول هذه الأداة الإلكترونية الجديدة.
و للتذكير فإن السيجارة الإلكترونية عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية التي تقوم بتبخير محلول يدعى العصير الإلكتروني و هو ما ينتج بخارا شبيه بدخان السيجارة العادية إلا أنه برائحة زكية و مختلفة عن رائحة التبغ, و السيجارة الإلكترونية تحتوي بدورها على نسبة من النيكوتين لكنها أقل بكثير من السيجارة العادية و السبب في ذلك حسب مبتكريها هو مساعدة المدخنين على الإقلاع, لكن الأمر لا يبدو دائما كذلك.
من جهتها دقت منظمة الصحة العالمية (OMS) ناقوس الخطر حول المخاطر الجدية التي يسببها إدمان السيجارة الإلكترونية على الصحة العامة و بشكل خاص على الشباب و المراهقين, و حسب تقرير للمنظمة نشر بالأمس فإن الدلائل الكافية توجب وضع الأطفال و المراهقين و النساء الحوامل بعيدا عن السيجارة الإلكترونية, لأن تعرض هذه الفئات لمادة النيكوتين خصوصا الأطفال و المراهقين سيكون له أثر خطير على تطور الدماغ على المدى البعيد.
و قد أوصت منظمة الصحة العالمية بمنع بيع السيجارة الإلكترونية للأطفال و المراهقين و منع تدخينها في الأماكن العامة, لتنضاف بذلك إلى عدد من الدول التي قامت بنفس الخطوة, و علينا في هذا الإطار التأكيد على أن السيجارة الإلكترونية ليست الحل لمن يودون الإقلاع عن التدخين.